تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

العمل الكشفي في الفكر المسيحي

الكشافة

الطيبة- نبض الحياة: كتب الأب بشار فواضلة عن العمل الكشفي في الفكر المسيحي: 

بشار

أولا: روح الجماعة

كان التلاميذ مجتمعين معاً بالرغم من أنهم كانوا في حالة خوف بسبب المشكلة التي كانوا يعانون منها الّا أنهم كانوا جماعة واحدة متالفة بالروح القدس.

لذلك فأول هدف من لقاءاتنا وتجمعنا ككشافة هو روح الفريق، أمّا تجمعنا ككشافة كنسية فنحن نضيف لها أن نكون كلنا جسد واحد هو جسد المسيح نعمل بروح واحدة ولكن إن هرب منا هذا الإحساس ستضيع من بركات كثيرة.

نحن لا نهدف أن نكون كشافة فحسب، بل أن نكون كشافة كنسية فالكشافة دائما جماعية النزعة فهي تنشىء الكشاف على أنه عضو فى جماعة له إنتماء مترابط مع بقية الفريق يعملوا معاً عملاً متكاملاً.

فالجماعية غير الاجتماعية والكشافة تنشىء انساناً جماعة النزعة والكنيسة أصلا هى جماعة المؤمنين فجوهرها الجماعية كما كان أباؤنا الرسل جماعة بالروح القدس، لهم روح الفريق الكشفى فكم من رحلات وأسفار قاموا بها بإسلوب منظم وجهد جسماني كبير وليس فقط الجهد الروحي أو الفكري لذلك يرى أغلب الشراح أن معلمنا بولس الرسول كان رجلاً رياضياً لذلك تكلم عن رياضة الجري ،وقال الذي يركض لأنه سينال الجهالة وأيضا يخرج مع التلاميذ ليتمشوا فى الزروع وهذا نوع من الحس الكشفى الذي تربيه الكشافة في أعضائنا. فالكشافة تربي الروح الجماعية كالكنسية التي هي جماعة المؤمنين فلا بد أن يكون لنا هذا الروح فى لقاءاتنا.

 

ثانيا: الإهتمام بالنفس الواحدة 
الكشافة لا تلغي الإحساس بالنفس الواحدة وهذا هو منهج السيد المسيح فعندما ظهر للرسل دون توما ولم يصدق توما ... ماذا فعل السيد المسيح ... ظهر لمره ثانية بمفرده .. وأيضاً قال للمجدلية ( قولي لأخوتي وبطرس ) فهذا اهتمام ببطرس ليرد له روح الثقة والرجاء وأيضاً إهتمامه بالمجدلية فظهر أولا لمريم المجدلية كما اهتم بيعقوب وظهر له ظهور خاص لأنه سيكون أسقف أورشليم.
لذلك فهدف الكشافة هو البحث عن النفس الواحدة فلا ننشغل بالأعداد الكبيرة وننسى قيمة النفس الواحدة لئلا نفقد الهدف فالسيد المسيح كان يخاطب خمسة الاف رجل عدا النساء والأطفال وفي نفس الوقت إهتم بزكا ودخل بيته وغيرها من المواقف مع المسيح.

لذلك يهمنا أن تكون الروح الكشفية روح خدمة فلا يغيب المعيار الكنسي والرعوي والخدمة ...فهدفنا لا أن ننشىء كشافة فقط ولكن ننشىء أعضاء في جسد ومؤمنين فى الكنيسة.

ثالثا: الكشافة محورها المسيح
الكشافة الكنسية لابد أن يكون المسيح في محور حياتها ... أنت ككشاف ... أنتِ كمرشدة .... كقائد ... كقائدة ... مع المسيح فى دائرة حياتك ... فى دائرة إهتمامك وتنبه أن لا تتحول إلى إنسان علمانى القلب فنحن لا نريد كشافة علمانية .. بل كشافة مسيحية.. لذلك "جاء المسيح في الوسط" وقال لهم سلاماً لكم .

رابعا: الكشافة ذات رسالة

كما أرسلنى الاب أرسلكم انا ..فأنتم كشافة ذات رسالة .. نعم يوجد البعد الكشفي لأنه يربي، فالكشافة تهتم بالروح كما بالعقل كما بالجسم أيضاً.

وهذا أفضل ما في الكشافة أنها تتبنى الإنسان جيدا : روحياً، نفسياً، فكرياً، بدنياً، اجتماعياً. هناك خمسة أبعاد يمكن أن ننظر لها من خلال الاية التالي:-

* الحكمة أي النمو العقلي

* النعمة أي النمو النفسي (أي نفسه فيها سلام وصفاء)

* عند الله أي النمو الروحي

*عند الناس أي النمو الأجتماعي

ومن أجل ذلك كانت شخصية المسيح متكاملة وهو يحب أن تكون شخصياتنا متكاملة أيضاً، فالشخصية المسيحية المتكاملة رسالتنا وهدفنا ككشافة فالكشاف كخادم يركز على خمس زوايا ويجعلهم متناسقين أما خادم مدارس الأحد فيهتم بالزاوية الروحية بالذات.

الكشافة رياضة غير عنيفة ورياضة فيها ثقافة .. فهي تنمي الجسم والعقل معاً.

كما تعمل على نموه النفسي، لأن الترفيه والحركة والرياضة والحركة الجسمانية تعطي صفاء نفسي أفضل من الكسل والخمول الذى يعطي توتر نفسي.

وتعمل على النمو الروحي لأننا كشافة كنسية مسيحية.. كما تساعد على النمو الاجتماعي لأنها تنشىء علاقات قوية وتجعل علاقتك ليست في نطاق كنيستك بل مع كنائس أخرى فى بلاد ثانية وأعتقد أن هذه رسالتنا أن لا يعيشوا في قوقعة روحية، وعندما يخرج إلى المجتمع يصدم ولا يعرف أن يتعامل مع أحد.. لذا لا يجب علينا أن نهتم بالنمو الروحي فقط وإنما في بقية زوايا الشخصية المختلفة .